لماذا نتوقف في المنتصف؟
لماذا نتوقف في المنتصف؟ نسير في طريق طويل ونقطع أميالاً من السعي الحثيث نحو أحلامٍ، أهدافٍ، تطلعاتٍ ورؤىً منشودة، بنينا عليها الآمال ورأينا في محياها المستقبل. وعندما نقترب، تقصر المسافة ونُشرف على النهاية، يحدث شيء بطريقة ما تعرقل تقدمنا ويبعثر مخططات الطريق المرسوم، فيتسلل إلينا طيف التعب، يحاصرنا العتب وتخفت تلك الشعلة المتقدة بداخلنا ثم تنطفئ !!، نفقد لذة الوصول، حماسة البدايات وشغف تحدي ذواتنا والآخرين. وفي خضم التوقف تتعلق أعيننا الحالمة في السماء؛ تغزل تساؤلاً عُجن بحسرة: لماذا توقفنا هنا؟ ولما الآن؟ دون وعيٍ يدّهَمُنا سيل عتاب عارم، نعاتب أنفسنا ونلومها، ربما قصرنا وأهملنا جانباً، لم نحرص على آخر، بل لم نكن جيدين كفايةً، ونضرب كل جهدٍ مبذولٍ عرض الحائط ونتنكر له. نتفنن في جلدنا وسلخنا دون مراعاة لطبيعتنا البشرية وإدراك حقيقة رِقتنا وضعفنا رغم إظهار الجَلَدِ والقوة- وأعلم أننا ندرك ونتظاهر بعدم الإدراك-. وأعي تماماً -وأنا بشر- كل ما يختلج في دواخلنا من مزيج منخفضات مشاعرية تضعنا تحت ضغط اختبارات نفسية، تترك أثراً عميقاً أو شرخاً يُرسم بفن النحت في الذاك...